كان رد فعل المحتجين اللبنانيين الذين طالبوا بإصلاح جذري يوم الجمعة هو غضب على ما قيل عن تعيين رئيس وزراء جديد يعتبرونه رمزا لنظام سياسي فاشل، وفقًا لمسؤولين كبار تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم وتقارير صحفية لبنانية، اتفق اللاعبون السياسيون الرئيسيون على تكليف محمد الصفدي بتشكيل الحكومة المقبلة، واستقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري في 29 أكتوبر، بعد ما يقرب من أسبوعين من الاحتجاجات غير المسبوقة في جميع أنحاء البلاد والتي تطالب بإزالة النخبة الحاكمة بالجملة التي تُعتبر فاسدة وغير كفؤة.
قال الرئيس ميشال عون إنه سيدعم تشكيل حكومة تضم التكنوقراط، لكنه لم يعلن بعد عن مشاورات بشأن تشكيلة جديدة ولم يرد تأكيد رسمي على تعيين الصفدي، لم يضيع المتظاهرون في مسقط رأسه طرابلس أي وقت في رفض الصفدي، وتجمعوا أمام أحد ممتلكاته للاحتجاج على ترشيح ورد أنهم يعتبرونه استفزازًا، وقال جمال بدوي (60 عاما) “اختيار محمد الصفدي لرئاسة الوزراء يثبت أن السياسيين الذين يحكموننا في غيبوبة عميقة كما لو كانوا على كوكب آخر.” وقال متظاهر آخر إنه بصفته قطب أعمال ووزير سابق، كان الصفدي تجسيدًا لنوع الطبقة السياسية التي تريد حركة الاحتجاج إزالتها.
وقال سامر أنوس، أستاذ جامعي: “إنه جزء لا يتجزأ من نسيج هذه القيادة”، “الصفدي لا يلبي تطلعات الانتفاضة الشعبية في لبنان”، تم التخطيط للاحتجاج في فترة ما بعد الظهيرة في زيتونة باي، وهو مرفأ فاخر في وسط بيروت وهو ممتع من قبل شركة يرأسها الصفدي ويقول كثيرون إنها تتعدى على الأراضي العامة، أغلقت عدة عشرات من المستشفيات الخاصة في جميع أنحاء البلاد أبوابها أمام المرضى – باستثناء حالات الطوارئ – للاحتجاج على النقص في السلع الأساسية بعد التأخير في مدفوعات الدولة.
في الأسبوع الماضي، قال رئيس نقابة المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، إن “المخزونات الطبية الحالية في البلاد لن تدوم أكثر من شهر”، وحذر من أن عدم الوصول إلى العملة الأمريكية يعني أن الوضع قد يتدهور بسرعة، ظلت البنوك، التي قيدت الوصول إلى الدولار منذ بدء الاحتجاجات، مغلقة بعد إضراب الموظفين بسبب سوء المعاملة المزعومة من قبل العملاء، في حين تم تعطيل العديد من فصول المدارس والجامعات مرة أخرى، على مدى عقدين من الزمن، تم ربط الليرة اللبنانية بالدولار عند حوالي 1500 دولار، مع استخدام كلتا العملات بشكل متبادل في الحياة اليومية.
في غضون ذلك، قال الجيش إنه اعتقل 20 متظاهراً يوم الجمعة بعد استهداف الجنود أثناء محاولتهم إعادة فتح الطرق التي أغلقها المحتجون، وقال الجيش دون الخوض في تفاصيل إن تسعة أطلق سراحهم فيما بعد واحتُجز سبعة لاستجوابهم ونقل أربعة إلى الشرطة العسكرية.
